ياسمين حاج محمد، أم معطاءة من قرية بيت فوريك، كانت تحمل معها أحلامًا كبيرة ورغبة قوية في تحقيقها، لكن الحياة لم تكن سهلة على ياسمين، حيث فقدت زوجها لتبقى مع ثلاث بنات مسؤولة عن تربيتهن وإعالتهن.
وكان على ياسمين أن تجد طريقة لتأمين دخل لأسرتها وتضمن لبناتها مستقبلاً أفضل، لتأتى الفكرة من اقتراح طفلتها ببيع جزء من قرطاسية كانت جديدة ومتوفرة لديهن ولسن بحاجة لها، ومن هنا كانت البداية التي جعلت ياسمين تفكر ببيع سلع داخل قريتها وما ساعد فكرتها هذه هو امتلاكها لمركبة صغيرة، استفادت منها لتبدأ ببيع مواد تنظيف لنساء القرية والتوزيع على منازلهن، وبعد عام من العمل من خلال هذه السيارة، أخذت ياسمين الخطوة الأولى لتأسيس متجر صغير داخل القرية وقامت بتسميته " Bubble Store" مختص بمواد التنظيف وبعض الحاجات التي لم تكن موجودة ومتوفرة بالمتاجر الأخرى لترتكز على هذه الحاجة كنقطة قوة لمشروعها.
كانت فكرة ياسمين واضحة، حيث بدأت تستورد مواد التنظيف والمنتجات البلاستيكية وتبيعها في متجرها الصغير ومع الوقت بدأت ياسمين تجذب زبائن من القرية والمناطق المجاورة بفضل منتجاتها عالية الجودة وأسعارها المعقولة، لكن ياسمين كانت مدركة أنها بحاجة إلى تمويل إضافي لتطوير مشروعها وزيادة نطاق عملها بالتطوير والتوسيع.
وبعد عامين من عملها في هذا المتجر علمت ياسمين عن الشركة فلسطينية للإقراض والتنمية “فاتن"، وعن التمويلات التي تقدمها، قررت ياسمين أن تتقدم بطلب للحصول على تمويل من "فاتن" لتطوير مشروعها، بعد عمل الإجراءات اللازمة وتقديم الخطة التجارية، تم الموافقة على طلب ياسمين حيث شرحت خططها للتوسع وتطوير مشروعها وتم تقديم الإرشاد والتوجيه لها وحصلت على التمويل اللازم لزيادة حجم متجرها وتوسيع نطاق البضائع التي تقدمها.
استغلت ياسمين التمويل لتوسيع متجرها، وزيادة تشكيلة المنتجات التي تقدمها بإضافة بضاعة جديدة مثل ملابس وهدايا، لتلبي رغبات كل زبائنها، لتضيف لمتجرها مستلزمات المنزل والملابس الجاهزة والعديد من المنتجات الأخرى، حولت متجرها من مكان صغير ومتواضع إلى واحد من أكبر المتاجر في المنطقة باستئجارها موقع جديد وحالياً تعمل هي وبناتها في المتجر .
ومع مرور الوقت، نما مشروع ياسمين بشكل كبير، وتنوعت منتجاتها لتشمل مجموعة مختلفة من الاصناف، أصبحت رائدة في مجال البيع بالتجزئة في منطقتها وأصبحت ياسمين نموذجًا لرائدات الأعمال في منطقتها، وتمكنت من توفير حياة أفضل لبناتها وتحقيق أهدافها وأحلامها، نجحت ياسمين في تحويل اقتراح طفلتها إلى نجاح وإلهام للكثيرين في مجتمعها.
ختاماً، تعكس قصتها قوة الإرادة والعزيمة والقدرة على التحول وتحقيق النجاح حتى في وجه التحديات الكبيرة، بفضل دعم "الشركة الفلسطينية للإقراض والتنمية فاتن" وإصرارها الشديد، نجحت ياسمين في تحويل مشروعها الصغير إلى مشروع أكبر وتعكس قصتها القوة والأمل والإيمان بأنه يمكن تحقيق الأحلام بالعمل الجاد والإصرار وأنه من الممكن أن تكون السيدات صاحبات مشاريع تجارية تواكب التطور.