كان والدي يعمل داخل الخط الأخضر عندما اتصل بي ذات يوم لأقوم بمعاينة طرد نحل كان يملكها ، لم أكن أتخيل وقتها أني سأعمل في تلك المهنة بل وأصبحت متمكنا منها وبفضل الله من أكبر منتجي العسل في قطاع غزة. يروي السيد عوني الأشقر “49 عاماً” قصته وحبه لعمله والذي يُعد من أصعب المهن في قطاع غزة
مر الزمن وأنا اعمل في منحلة والدي حتى أصبحنا نتقن تصنيع الصناديق الخشبية وبراويز النحل ومستلزمات المنحل كاملة ونقوم بتوزيعها إلى العاملين في مهنة إنتاج العسل في قطاع غزة ، إلى أن توفي والدي و أخذت المهنة على عاتقي وعملت على تطويرها والارتقاء بها ، حتى أصبحت منتجاتنا مطلوبة في الشق الثاني من الوطن في الضفة الغربية , وكان الربح وفير بحيث تمكنت من تعليم أبنائي وتوفير الحياة الكريمة لأسرتي
أتى العدوان الغاشم في عام 2001 بتجريف احد المناحل الخاصة بنا وتدميره بالكامل و تتعاقب السنوات إلى العام 2008 حيث أتى الاحتلال على باقي المناحل الخاصة بي ولم استطع عمل شيء لان التدمير كان يشمل البشر قبل الحجر
يتحدّث: “كنت قدّ يئست واستسلمت للواقع باني سوف أبقى طيلة حياتي عامل, في جلسة عائلية مع شقيقتي, قالت لي بأنّ هناك مؤسسة “فاتن”, تعمل على تمويل المشاريع الصغيرة ويُمكن أنّ تُساعدني بالنهوض مرّة أخرى, واقراضي مبلغ من المال يكفي لشراء مجموعة من الخلايا والعمل على تطويرها لتحسين وضعي، فسمع حديثها أفراد عائلتي فقاموا بدعمي وتوجّه ابني للمؤسسة صباح اليوم التالي لتُجيبه بالقبول”
و يُكمل :”منذ سبعة سنوات تماماً, لجأنا إلى “فاتن”, لتمنحنا قرض أولي بقيمة $1500, بدأت به تكوين خلايا نحل جديدة, وطورتها بقرض آخر بقيمة $2000, أظهر نجاحي في عملي وتحسّن وضعي المادي بشكل ملحوظ, , لقد ساعدت القروض في تكبير منحلي وزيادة أرباحي , وقبل أسبوعين لجأت إلى المؤسّسة لطلب قرض جديد وحصلت عليه بالفعل بقيمة $3500, ليُصبح لديّ 150 صندوق من النحل, وقد استعدت مكانتي في السوق من جديد كتاجر وصاحب عملّ يُحتذى به, حيث حصلت على القرض بشروط سهلة وميسرة يستطيع الجميع توفيرها “
لديه طموح عالٍ يلامس السماء في أن يكبر منحله لكي يصل ل 1000 صندوق عسل لتغطية احتياجات قطاع غزة من العسل ومستلزماته ، ” فكلما تذوقت عسل منحلي أنسى معه قسوة سنوات الحياة التي مررت بها….. شكرا فاتن”